روابط عرب الخليج قبل ثلاثة قرون: قراءة في النصوص والوثائق والوقائع
(العلاقة بين العُتوب والنُصور والهوِلة)
أ.د. عماد بن محمد العتيقي
نشرت مجلة الدارة الصادرة عن دارة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية الدراسة المعنونة أعلاه. وذلك لأن مسألة روابط عرب الخليج وعلى وجه الخصوص الهولة والعتوب والنصور تُعتبر من المعضلات التاريخية التي ما زالت تتطلع إلى حلول الباحثين وتحليلاتهم. فمنذ ظهور وثيقة علي باشا والي البصرة العثماني عن خلافات الهولة والعتوب عام 1113(1701م) وانتقال العتوب على إثرها إلى البصرة، ظلت دلالات هذه الوثيقة غير مؤكدة لقلة ما يسندها من مصادر، ولاختلاف التفسيرات المتعلقة بها من جهة أخرى. علاوة على ذلك فإن الهولة كتجمع قبلي أثر في الملاحة البحرية في الخليج عقوداً من الزمن ما زال يكتنفه الغموض بحيث لم تتح فرصة كافية لفهمه ولاستنباط العبر والدروس الحضارية من آثار هذا الحلف واستلهام إنجازاته.
يهدف هذا البحث إلى عرض نصوص متعلقة في عرب الهولة والنصور والعتوب وُثقت في فترة متقاربة في العقد الثاني من القرن الثاني عشر الهجري (العقد الأول من القرن الثامن عشر الميلادي). نقوم بقراءة في تلك الوثائق والنصوص واستعراض بعض فوائدها ودلالاتها. مع ربط النصوص بالإطار التاريخي والبيئة الحضرية في تلك الفترة وحولها. ومن شأن ذلك إتاحة الفرصة لطرح أسئلة جديدة حول عرب الخليج وروابطهم في تلك الفترة، تمهيداً لتناول هذا الموضوع من منظور جديد بالاستفادة من هذه النصوص ومثيلاتها.
وهذا البحث من نوع النماذج التي يتميز بها الباحث في توظيف الوثائق التاريخية في إطار جغرافي واقتصادي وسياسي، من أجل الخروج بفوائدها ومدلولاتها. تطرق البحث إلى ثلاثة وثائق تاريخية تعود إلى ما قبل ثلاثة قرون من الزمن، وهي:
الوثيقة الأولى- عقد تأجير أرض في الأحساء من محمد بن حنظل –قاضي كنقون ومحمد بن طامي (شيخ الهُولة) 1118-1706م.
الوثيقة الثانية- تأجير عقار ابن سويعد في الأحساء بشهادة علي بن شاهين ابن علي (جار النُصور) 1113-1701م.
الوثيقة الثالثة- انتقال العتوب من بلاد العجم إلى نواحي البصرة بعد معركة البحرين مع الهولة (وثيقة علي باشا والي البصرة) 1113-1701م.
أمكن من خلال دراسة هذه الوثائق دراسة أحلاف الهولة والنصور والعتوب. وهذه الأحلاف ما تزال آثارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية قائمة حتى اليوم. وهي بذلك تعتبر من المسائل التاريخية ذات الاهتمام لشريحة كبيرة من الناس وأرباب الفكر والسياسة. قمنا بتحليل هذه الوثائق من خلال النصوص التاريخية والأُطر البيئية الدالة والوقائع والأحداث التي شهدتها منطقة الخليج في تلك الفترة. واتضح من ذلك أن هذه الأحلاف كانت ذلك الوقت متداخلة بعضها من بعض. وقد أتاح لها هذا التداخل أن تشكل قوة بحرية رئيسية في الخليج. وفي بعض الأحيان اشتدت المنافسة بين بعض مكوناتها على المصالح التجارية مما أدى بها إلى التقاتل، ودخول بعض العتوب في حلف النصور وبعضهم في حلف الخليفات. وأتاح انتقال العتوب إلى أم قصر ثم الكويت اكتشاف فرص تجارية جديدة واستعادة بعض العلاقات القديمة.
المرجع: عماد بن محمد العتيقي “روابط عرب الخليج قبل ثلاثة قرون: قراءة في النصوص والوثائق والوقائع”، الدارة، ع4، س 42، محرم 1438/أكتوبر 2016م . ص 9-64.
رابط الدراسة من مجلة الدارة
رابط آخر