نسبه 

 هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سيف بن أحمد بن محمد العتيقي. وأسرة العتيقي أصلها من بلدة حرمة المجاورة للمجمعة في إقليم سدير بنجد، ويرجع نسبها إلى العتيق أبي بكر الصديق رضي الله عنه. استقر جد المترجم في الكويت بتاريخ 21 من محرم سنة 1189 هجرية[1] الموافق 23 مارس 1775 ميلادية. وكان الجد سيف المذكور عالما معروفا في نجد على المذهب الحنبلي وله تراجم في كتب علماء الحنابلة.

نشأته

  بقدوم سيف العتيقي الكويت تم تأسيس بيت أسرة العتيقي في الكويت على وقت الشيخ عبد الله بن صباح الحاكم الثاني. كان ذلك في حي الوسط في البقعة المعروفة سابقا بمحلة العتيقي والتي أصبحت فيما بعد محلة المباركية نسبة الى المدرسة المعروفة.[2] وكانت فترة عبد الله بن صباح فترة ازدهار ونمو للبلد الناشئ في ميدان التجارة الخارجية. فامتهن والد المترجم عبد الله بن سيف التجارة وعلى ذلك تدرب أولاده مثل سيف وعبد الرحمن وأسسوا شركة تجارية مقرها الكويت ولها فروع في الهند وجنوب العراق في بلد سوق الشيوخ.[3] وكان عبدالرحمن يعيش في وسط تجاري ضمن أسرة العتيقي في الكويت نذكر منهم أبناء عمومته سيف[4] وعبدالعزيز[5] أبناء حمد بن سيف، والشيخ صالح بن سيف وأولاده.[6]

شيوخه ودراسته

 كان أعمام عبد الرحمن وهم صالح بن سيف ومحمد بن سيف علماء معروفين مترجم لهم في كتب طبقات الحنابلة ويقيمون في بلد الزبير ويترددون على الكويت. وكذلك كان ابن عمه الشيخ عبد العزيز بن حمد بن سيف الذي يقيم في الكويت. ولا شك أن عبدالرحمن وبقية إخوته تتلمذ على أيديهم وأخذوا عنهم العلوم الشرعية مثل القرآن والحديث والفقه والعقيدة وغير ذلك. ومن أقرانه في المذاكرة والمدارسة أيضا الشيخ عبدالله والشيخ عبدالرحمن أولاد الشيخ صالح بن سيف. كما إن للمترجم خط جميل يكتبه نسخا ورقعة حسب الأحوال قد أخذه عن شيوخه. فهو من أقدم الكتاب والنساخين المعروفين في الكويت. كما يعبر نشاط عبدالرحمن وأقرانه العلمي عن الارهاصات القديمة لتواجد المذهب الحنبلي في الكويت.

أعماله

 كان المترجم كما ذكر أعلاه يمتهن التجارة ويدير نشاط أسرته من الكويت. وكان أخوه سيف يدير فرع الشركة في الهند وابن أخيهما عبدالعزيز بن منصور يدير فرع الشركة في سوق الشيوخ وهي مركز تجارة أهل الكويت ونجد في العراق.[7]
ولكن بجانب هذا العمل كان عبدالرحمن قارئا ملتزماً لكتاب الله تعالى يتلوه ليلا ونهاراً ويتعبد به تقرباً لوجهه تعالى. وقد مكنه إلمامه بالعلوم الشرعية من انتقاء مجموعة من الأذكار والأوراد وترتيبها في ختمة رائعة وهي دعاء ختم للقرآن الكريم خطها بخطه البديع المشكول. تقع هذه الختمة المطولة في عشر ورقات من الحجم الصغير. وتبدأ بحمد الله والثناء عليه. وتنتهي بقوله: تم الختم المبارك بعون الله تعالى وحسن توفيقه. وهي مؤرخة في 8 ربيع الثاني سنة 1235 الموافق 24 يناير 1820م وهي محفوظة في مكتبة وزارة الأوقاف في الكويت[8] ضمن مجموعة مخطوطات الموسوعة الفقهية برقم خ 991. وعلى ذلك فهي أول دعاء معروف لختم القرآن جمع في الكويت. ويمكن القول أن عبدالرحمن بن عبدالله بن سيف العتيقي جامع وكاتب أول ختمة قرآن كويتية.

صورة لختام الختمة

وفاته

 لا يعرف على التحديد متى توفي ولكن نعتقد أنه لم يتجاوز النصف الأول من القرن الثالث عشر. فقد كان هناك أوبئة وطواعين أهلكت كثيراً من أهل الكويت والمناطق المجاورة أشهرها الطاعون الكبير سنة 1247 الموافق 1831 ميلادية. وقد انقطعت ذرية عبد الرحمن وأخوه سيف أبناء عبد الله بن سيف العتيقي.


وكتبه:

أ.د. عماد محمد العتيقي
11 أكتوبر 2009


الهوامش:

[1] مخطوط رقم خ 155 بمكتبة وزارة الأوقاف بالكويت.

[2] وبيت سيف العتيقي في الكويت مذكور في وصية ولده الشيخ محمد بن سيف العتيقي المؤرخة سنة 1233 هجرية. وحول محلة العتيقي راجع قصة التعليم في الكويت ص23 للشيخ عبد الله النوري.

[3] مخطوط رقم خ 991 بمكتية وزارة الأوقاف بالكويت.

[4] سيف بن حمد العتيقي من تجار الكويت القدامى كما في وثيقة بخط الشيخ محمد صالح بن محمد العدساني وهي مشترى مخزن في سوق الكويت.

[5]عبد العزيز بن حمد العتيقي بالاضافة الى كونه من أهل العلم كان تاجرا كبيرا كما ورد في عدة وثائق عدسانية، منها تعاملات مول فيها احتياجات بلد الزبير أثناء حكم آل ثاقب.

[6] وثيقة عدسانية تشتمل على بعض أوقاف أسرة العتيقي حول مسجد السوق، منها وقف لعبدالرحمن بن صالح بن سيف العتيقي.

[7] مخطوط رقم خ 991 بمكتية وزارة الأوقاف بالكويت.

[8] المصدر السابق.

Loading