الوصف

وثيقه عدسانيه صادره في الكويت تشتمل على وصية و وكالة من عبدالله بن سيف العتيقي لولده محمد 

القيود

قيد إثبات صحة الوصية والوكالة بخط القاضي محمد بن عبد الله العدساني قال:"ثبت كما ذكر لدي وآنا العبد الفاني محمد بن عبد الله العدساني"

الأختام

ختم القاضي الموثق للوقف محمد بن عبد الله العدساني. وختم تسجيل في الأوقاف الأهليه بتاريخ 2/11/70 -رقم 162.

التاريخ

3 ربيع الثاني 1301 الموافق 31 يناير 1884م.

التعليق

أثبتت الوثيقه عدة أوقاف وأملاك لأسرة العتيقي مما كان في عهدة عبدالله بن سيف بن حمد بن سيف العتيقي وهي:-

1- وقف على الحاج سيف كما كان يلقب والموقوف هو دكان موقوف على الحاج سيف بعشيات وضحايا وموقعه جنوبي دكان هزيم جنوبيه الطريق وشرقيه الطريق بمعنى أنه في موقع زاوية في السوق وهو السوق الطويل الكائن في وسط الكويت القديمه. والحاج سيف يمكن أن يكون سيف بن محمد العتيقي حيث ورد اسمه بهذا اللفظ في وثيقة توزيع تركة للمرحوم سيف بن الحاج سيف بن محمد العتيقي، وهي بخط محمد بن عبد الله بن فارس ومؤرخة في 1293 (1876م).  وهناك أكثر من وثيقة تشير إلى سيف بن الحاج سيف هذا. ثم إن دكان سيف بن حمد العتيقي الوقف غير هذا الدكان وموقعه في سوق التجار كما تدل عليه وثيقة مؤرخة في 1341 بخط الشيخ عبد الله بن خالد العدساني قاضي الكويت سابقاً. وسبق أن ترجمنا للشيخ سيف بن محمد بن حمد بن سيف العتيقي.[1] وأوضحنا أنه يوجد شخصيتان باسم سيف بن محمد. ولكن يوجد احتمالٌ آخر لا يمكن تجاهله هو سيف بن عبد الله بن سيف العتيقي، وقد ورد اسمه في وثائق سابقة، وفي بيان خالد صالح عبد المحسن العتيقي لأصحاب الأوقاف من العائلة. فإذا كان الأمر كذلك، فهو سيف والد لولوة التي هي والدة عائشة زوجة عبد الله بن سيف صاحب هذا النص.

2- دكان حول مسجد السوق في الوسط أي بين المسجد والطريق واجهته ألى الشمال وهو وقف بين محمد أخى عبد الله صاحب الوصية وبين عبد الرحمن بن الشيخ صالح العتيقي. وعبد الرحمن بن الشيخ صالح العتيقي هو والد منيرة العتيقي صاحبة الوقف المشهور بمكة المكرمة المعروف "رباط كويت".

3- دكان حول مسجد السوق في الوسط بين المسجد والطريق بجوار الدكان الآخر من جهة الشرق وبابه قبل الشرق. هذا الدكان وقف لعبد اللطيف بن عبد الله بن الشيخ صالح العتيقي. وعبد اللطيف العتيقي هو التاجر المشهو بالإحسان والإطعام في المجاعة الكبيرة في الخليج المعروفة "الهيلك" التي حدثت بين أعوام 1285-1288 (1868-1871م) وتسببت في هجرة ناس كثيرون من فارس إلى الكويت. فتح المحسنون من أهل الكويت موائدهم للمحتاجين فمنهم يوسف البدر، يوسف الصبيح، عبد اللطيف العتيقي، سالم بن سلطان، بيت معرفي، بيت بن إبراهيم وغيرهم.[2]

4- بيوت ودكاكين أخري ملك لعبد الله وكل بها ابنه محمد لم يحدد موقعها ولكن أشهرها بيتهم المعروف باسم بيت العود في محلة العتيقي بجوار المدرسه المباركيه حالياً.

قلت هذه الوثيقة النادرة تدل على أهمية مسجد السوق لأسرة العتيقي بالكويت. فكون ابن الشيخ صالح وحفيده وابن أخيه تملكوا وأوقفوا حول مسجد السوق لإطعام مرتاديه لا شك أن له دلالة كبيرة. ولا يفوتنا التنويه أن هذا المسجد قد أسسه محمد بن حسين بن رزق النجدي من أهل حرمه قبل انتقاله من الكويت إلى الأحساء سنة 1188 هجرية الموافق 1774 ميلادية. وفي أول السنة التي تلتها قدم الشيخ سيف بن حمد العتيقي إمام مسجد السليمية بحرمه إلى الكويت ولا شك أنه استقر قريبا من هذا المسجد وأم فيه الناس. والمسجد قريب من البقعة التي عرفت باسم محلة العتيقي أو فريج العتيقي الذي اشتق منه لاحقاً شارع العتيقي المعروف حاليا بشارع المباركية. وصالح بن سيف العتيقي كان من أصحاب أحمد بن محمد بن رزق ابن الأول هذا التاجر المشهور الذي بلغت ثروته الغاية من الكثرة حتى أسس المدن ومصر الأمصار. وكان الشيخ صالح إمام وخطيب مسجد الزبارة الذي بناه صاحبه ابن رزق في قطر.

كما تدل هذه الوثيقة وغيرها على أن عبد الله بن سيف بن حمد بن سيف كان هو المتولي والموكل على الأوقاف المذكورة فوكل بها ابنه محمد بن سيف لما أسن وأحس باقتراب الأجل حتى لا تضيع أو تهمل، وهي سنة حسنة تؤدي إلى استمرار الانتفاع بالوقف. وهذا المتولي الجديد محمد بن عبد الله بن سيف هو من المحسنين أيضاً فهو الذي بنى في عام 1309 (1892م) مسجده الشهير باسم "المطران" لوجوده في المحلة المنسوبة إلى قبيلة المطران في المرقاب. ونشير إلى استمرار إرادة العمل الخيري في هذا البيت فقد أوقف عبد الله بن محمد هذا عدة بيوت على مسجد والده كما تدل على ذلك وثائق شرعية اطلعنا عليها.

وكتبه:

أ.د. عماد محمد العتيقي

تم التحديث في ذي القعدة 1441- يونيو 2020م.


الهوامش:

[1] عماد بن محمد العتيقي "علماء العتيقي في ثلاثة قرون" الدارة، عدد 4 ، س 25، 1420.

[2] يوسف بن عيسى القناعي"صفحات من تاريخ الكويت" طبع عدة مرات

Loading