مقدمة

بدأت المدرسة المباركية بفتح فصول ثانوية منذ الأربعينيات من القرن العشرين. بالإضافة إلى ذلك كان هناك طلاب كويتيون يبتعثون لدراسة المرحلة الثانوية في مصر منذ 1945. كما إن الجامعات المصرية استقبلت خريجي المدرسة المباركية منذ 1939 بالإضافة إلى بعثات كويتية أخرى كانت موجودة في بغداد وبيروت تمثل طلائع الطلاب الكويتيين الدارسين في الخارج.[1] وكان محمد بن سالم العتيقي أحد الطلاب الخريجين من المدرسة المباركية الذين رغب مجلس المعارف إرسالهم للدراسة في مصر للعام الدراسي 1952-53م. ولكن حصلت ظروف في تلك الفترة دفعت سلطات التعليم المصرية إلى عدم الاعتراف بشهادة الثانوية الكويتية.[2] وبالتالي فإن معارف الكويت قررت إيفاد الطالب محمد بن سالم العتيقي وآخرين للحصول على شهادة الثانوية من بغداد. فتم ذلك وانتظم الطالب محمد بن سالم العتيقي في الدراسة. ومن هناك بدأ في مراسلة والده لشرح أحواله وأحوال الدراسة، وقام والده المرحوم سالم العبد الله العتيقي بإرسال بعض الكتب إلى ولده سالم في بغداد منها هذه الوثيقة. ولما كان هذا الكتاب يتضمن الكثير من الوصايا والنصائح التي تمثل نموذجاً مبكراً من أدب الوصايا للطلاب الدارسين في الخارج، خرجت في منظومة أدبية وعاطفية رائعة. فقد رأينا عرض هذه الرسالة والتعليق عليها باختصار لتحسس ما اشتملت عليه من الفوائد والمعاني السامية.

الصفحة الأولى من رسالة سالم العتيقي (الوصية) إلى ولده الطالب المبتعث محمد

الصفحة الثانية من رسالة سالم العتيقي إلى ولده الطالب المبتعث محمد

المصدر: مكتبة وارشيف محمد سالم العتيقي رحمة الله، عناية د. عبد العزيز بن محمد سالم العتيقي

نص الرسالة

"بسم الله الرحمن الرحيم

عن الكويت إلى بغداد في ليلة الأحد الموافق 20 ربيع 1 1372ه و 7 ديسمبر 1952

إلى المكرم الولد العزيز محمد السالم العتيقي حفظه الله تعالى ومن كل شر وقاه

سلامنا عليكم ورحمة الله وبركاته لقد تناولنا كتابكم البوم بعد صلاة الضهر(الظهر) وكان طيلت(طيلة) هذه المدة هو شقلي (شغلي) الشاقل (الشاغل)… وما إن تسلمت كتابكم حتى اتشبعناه (اشبعناه) أنا ووالدتك لثماً وتقبيلاً خصوصاً وكتابتك هذه المرة هي أحسن من جميع المكاتيب الذي (التي) وردتنا منك وإني أسائل الله الكريم أن يكون هذا التحسن مطرد ليس فقط في كتابتك بل في جميع أمورك وأنك إن شا لله (إن شاء الله) بمنه وكرمه من علو إلى أعلا.

ولدي العزيز لقد سرني وأراح بالي ما قدم لكم لملابس الشتا (الشتاء) وما تعين لك شهرياً للمصرف وقدمت عظيم امتناني وخالص شكري لله الكريم على ما يسره لك وحباك به من نعمه وبره وفضله وسئلته (سألته) جل وعلا أن يلهمك شكر نعمه عليك ويبارك لك فيما أفاضه عليك. ولدي العزيز إن من حفظ النعمه شكر المنعم المتفضل وهو الله الفتاح الرزاق الذي يرزق من يشاء بغير حساب وهذا مصداق لقوله جل وعلا من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب وأسائل الله الكريم أن يتولاك ويكلأ لك بعنايته ويرزقك من تقواه ما يهون به مصاب دنياك وآخرتك ويجعل لك بها فرجاً عاجلا ومخرجا … وصلاحاً شاملاً.

ولدي العزيز إنك في سفرك هذا يتطلب منك شيئاً عظيماً وهو الجد والاجتهاد والصبر على الشداد والعزم والحزم في كل أمراً (أمرٍ) من الأمور وأنت تعلم أنك في دار غربة ونحن بعيدين عنك وعن ما يجب علينا من إرشادك وتوجيهك إلى بعض ما هو متوجب علينا نحوك وأملي بالله الكريم ثم في همتك وشجاعتك وما أعهد فيك من الرجولة والصبر والجلد أن لا يعوقك عائق وعليك بتقوا (تقوى) الله ووضعه نصيب عينيك الذي يراك من حيث لا تراه ويعلم خافيت(خافية) الأعين وما تخفي الصدور ومداومت(مداومة) تلاوة القرآن والمحافضة (المحافظة) على طاعة الله في جميع أمورك وأدا (أداء) الصلاة في جميع أوقاتها إن الصلات (الصلاة) تنها عن الفحشا (الفحشاء) والمنكر والبغي لعلكم تذكرون والالتجاء إلى ربك في جميع أمورك بكل إخلاص لأنني لا أعلم يا ولدي عن شيئاً (شيئ) أحفظ للإنسان غير طاعت (طاعة) الله الذي بيده نواصينا وبعثنا ونشورنا. وعليك بالإقبال بكل جداً (جدٍ) واجتهاد على دروسك بكل اهتمام وتفكر وتدبر وإمعان وبحثاً وتطبيقاً. وإذا جهلت شيئاً فعليك بالتقرب إلى أساتذتك والاستفهام عن كل ما يشكل عليك فهمه. واجعل من دراستك سلوتك وأنسك في غربتك وكرس نفسك وركز ذهنك للعلم الذي تريد أن تتخصص فيه والذي تجد له من نفسك ميل ورغبة كما أنه يجب عليك أن تحافض(تحافظ) على أخلاقك الضاهر (الظاهرة) واالباطنة فأما الضاهرة الذي يراه الناس وأما الباطنة الذي لا يعلمها إلا الله وأنت فعليك أن تقبض على زمام نفسك وهواك بيد من حديد وأن تجعل عقلك هو بعد الله المبرر لك والقائد لنفسك وهواك يا ولدي إن النفس لأمارة بالسوء أعاذك الله الحنان المنان من شر نفسك  وجعل عقلك هو رادك وحفظك من قرناء السوء ومساؤهم (مساوئهم) وأعمالهم. وسبق يا ولدي أن نصحتك بنصائح كثيرة أرجو أنك جعلتها نصب عينك وعينتها ونفذتها.

كما إني أكد (أؤكد) عليك في عدم التبذير بما منحك الله إياه إلا بما هو ضروري ولازم وتعويد نفسك عن الاستغنا (الاستغناء) عن الكماليات الغير ضرورية وعن كثيرت (كثيرة) الروحات والطلعات خصوصاً بالليل فيما لا يجديك نفعاً ويضيع عليك وقتاً أنت أحوج إليه وكذلك إذا قدر لك اتصال بأحد من تلاميذ مدرستكم (أعني من الوطنيين) ورئيت (رأيت) منه ميل وأنت كذلك رئيت من نفسك ميل إليه فلا تسرف في الإقبال عليه ولازم التحفض (التحفظ) إلى أن تعرف حقيقته تمام المعرفة وتقف على أخلاقه وذكائه ورغبته في الدراسة وأهم من ذلك معرفة بيئته والوسط الذي يعيش فيه لحتى (حتى) تكون على بصيرة من أمره وأمر كل ما يحيط فيه. هذا إذا ترجو أن يكون من وراء ذلك صداقة متينة ورابطتً(رابطة) وثيقة وإن يكن اليوم الصداقة الحقيقية معدومة في كل مكان غير أن النفس تميل إلى النفوس خصوصاً وأنت في وحدتك وغربتك أعانك الله يا ولدي في غربتك وحفظك من جميع ما نخاف منه عليك ونخشاه وأخار لك في جميع أمورك.

ولدي العزيز أحب أن يكون كتابتك لنا في أوقات فراقك (فراغك) لحتى تتبسط لنا في كتابتك وتفيدنا عن أوقاتك وكيق تقضيها وعن صلاتك وقرائتك وعن دروسك وهل في قسمكم درس في الدين والقرآن والتفسير وهل في ضواهر(ظواهر) معلميك وأساتذتك ما يدل على رضاهم عليك كما إنني أكد (أؤكد) عليك في ترويض نفسك على حسن السلوك والتحبب إلى معلمينك ورؤسائك ومجاوريك بالصف ومن هو على طريقك إلى البيت بدون إسراف. إن حب الناس يا ولدي من حب الله ورضاء الناس من رضاء الله وإياك والمزاح وانتقداد الناس أو التدخل فيما لا يعنيك وأسائل الله الكريم أن يحفضك(يحفظك) ويعينك ويعيدك لنا سالماً فائزاً موفر الصحة والكرامة هذا ومنا إخوانك وأولادهم ووالدتهم وبدرية وأولادها ونبشرك أن الله الكريم سهل على بدرية وجابت ولد والله المحمود المشكور على كل حال والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام.

والدك سالم العبدالله العتيقي"

الفوائد

– أزمة الاعتراف الأولى بشهادة الثانوية الكويتية: لقد وثق المرحوم محمد سالم العتيقي صاحب هذه الرسالة سبب توجهه إلى الدراسة الثانوية في بغداد وهو عدم اعتماد وزارة التربية المصرية للشهادة الثانوية الكويتية. وقد طبقت المناهج المصرية في مدارس الكويت من 1943-1950م واستجلب لها مدرسون مصريون مع كتب مصرية ثم انتهى ذلك فجأة بعد أن أخذت مشكلة المناهج أبعاداً سياسة وتم اعتقال مدرسين كويتيين معارضين للسياسة الانكليزية والمدير المصري. وتم استقدام مدير فلسطيني من بغداد ورحل المدرسون المصريون بعد إنتهاء عقودهم ،وأدى نقص عدد المدرسين إلى عدم انتظام الدراسة في بعض الفصول.[3] وقد حدثنا العم عبدالرحمن سالم العتيقي أنه كانت هناك مشكلة بين الكويت ومصر في مجال التعليم لم يستطع مجلس المعارف معالجتها في حينها نتج عنها إيفاد بعض الطلاب إلى بغداد للحصول على شهادة الثانوية الذين منهم شقيقه محمد.[4] ويعتقد أن عدم استقرار مناهج الدراسة في تلك الفترة، وإنهاء عقد البعثة التعليمية المصرية،  وعزوف المعارف الكويتية عن مناهج الدراسة المصرية ساهم في قرار عدم الاعتراف بالثانوية الكويتية تلك السنة.[5] ويبدو أن إدارة المعارف الكويتية حاولت تجاوز هذه الأزمة من خلال استقطاب هيئة اعتماد مصرية طلبت الكويت من وزارة التربية المصرية إيفادها إلى الكويت لدراسة الوضع التعليمي بها من النواحي الفنية لأجل اعتماد الشهادات الكويتية في الجامعات المصرية.[6] وقد تولى الأستاذ عبدالعزيز حسين الذي استلم إدارة المعارف لاحقاً في 1952م مسئولية استقطاب المفتشين والخبراء التعليميين من مصر والعراق الأمر الذي نتج عنه اقتراح تنظيم جديد وشامل  للتعليم في الكويت.[7] ويبدو أن جهود الكويت في الارتقاء بالتعليم والاعتراف الأكاديمي قد أثمرت سريعاً. فقد سجل الشيخ أحمد الشرباصي الذي قضى عاماً في الكويت سنة 1952-1953م أن الطالب الذي ينهي دراسته الثانوية يمكن أن يكمل دراسته في الخارج، ويستفاد منه أن الثانوية الكويتية أصبحت تعادل مثيلتها في العراق ولبنان ومصر لأنها تؤهل حاملها لدخول كلية العلوم والاداب في الجامعة الأمريكية في بيروت والقاهرة وكذلك السنة الأولى من الكليات العراقية ببغداد.[8] ويبدو أن ذلك الاعتراف تزامن مع استقطاب عدد من المدرسين والمدرسات والنظار المصريين للعمل في مختلف مدارس الكويت في العام الدراسي 1952-53م بلغ عددهم 66 مدرساً ومدرسة.[9] كما أنشئ في المدرسة المباركية على سبيل المثال قسم للدراسات التجارية في المستوى الثانوي في 1952-1953م على غرار المنهج الجديد للتعليم التجاري في مصر  يحصل خريجوه على الثانوية التجارية التي تم معادلتها بمثيلتها في مصر وتخرج أول فوج منها سنة 1957م.[10]

مجلة البعثة توثق مسيرة دراسة محمد العتيقي في بغداد للحصول على الثانوية العراقية: اهتمت مجلة البعثة التي كانت تصدر في القاهرة بأيدي الطلاب الكويتيين بتوثيق مسيرة الطلاب الكويتيين الدارسين في الخارج. فقد نشرت خبراً يتضمن انتظامه في الدراسة في المدرسة المركزية الإعدادية في بغداد في عددها الصادر في مايو 1953. وكان من ضمن عدد 10 طلاب يدرسون في عدد 4 مدارس ومعاهد ومنهم طالب مشرف عليهم هو الأستاذ سليمان حداد. وكان مع العتيقي في ذات المدرسة الطالب محمد أحمد المشاري.[11] ثم نشرت خبراً يتضمن تخرج محمد سالم العتيقي من المدرسة وحصوله على الشهادة الثانوية (التوجيهية) هو مع سليمان الحداد وفارس الوقيان ومحمد علي الحمد وتوجههم للدراسة في القاهرة،[12] وخبراً يتضمن انتظامه في الدراسة في الكلية الحربية في القاهرة بعد ذلك.[13] 

مقدمة الرسالة: حرص المرسل الوالد سالم بمخاطبة ولده بعبارات التكريم المصاحب بالدعاء لله تعالى بالحفظ من كل شر. وهي عبارة في الدعاء جامعة تنم عن اهتمام الوالد برعاية ولده المغترب باستخدام سلاح الدعاء بأهم ما يشغل قلب الوالد في ذلك الوقت. ثم افتتح الخطاب بالسلام وطلب الرحمة والبركة للمخاطب، وثنى بالتنويه باستلام كتاب المخاطب والإشادة بتحسن مستواه في التعبير والإنشاء. هذا مع إشراك الوالدة في موضوع قراءة كتاب المخاطب في شغف بالغ عبر عن بلثم الكتاب وتقبيله، في تصوير عاطفي بالغ فيه في تعبيره عن محبة والديه له وشوقهما إليه. ثم لم يغفل عن تشجيع المخاطب على مزيد من الارتقاء في الخط والتعبير والدعاء له بالتحسن في جميع الأمور. 

الفقرة الثانية: وهنا يلاحظ المرسل ما أخبر به سابقاً من كلام المخاطب عن استلامه لكسوة الشتاء ومصاريف البعثة. ولم يفت الوالد أن يذكر المخاطب بنعمة الله عليه في ذلك وما يتوجب عليه من شكرها.[14] وذكره أن دوام النعمة يكون في شكرها وأردف ذلك بمزيد من الدعاء للمخاطب بالعناية الإلهية والرزق من التقوى. وهو تعبير لطيف في استخدام الرزق للتقوى فكأنها زاد يتزود به الإنسان في كل يوم لا يستغني عنه للحصول على الصلاح الشامل.

الفقرة الثالثة: وهي صلب الرسالة وتدور حول التوصية بمكارم الأخلاق لا سيما التي يحتاج إليها الطالب المغترب مثل "الجد والاجتهاد والصبر على الشداد والعزم والحزم" في كل الأمور. وهنا يستنهض الوالد همة ولده وما تربى عليه من شجاعة ورجولة، ويستحضر مستلزمات النجاح من التقوى ومراقبة الله والصلاة وقراءة القران والطاعة والدعاء. ولم يفته أن يقرن ذلك بالاجتهاد في الدروس وأن يجعلها سلوته وأنسه، مع مراجعة المعلمين بالسؤال والتركيز على العلم الذي يريد أن يتخصص فيه، هذا بدون إلزام بعلم معين بل ترك ذلك للطالب بما يجد في نفسه من ميل ورغبة. ويدل ذلك على حكمة هذا الرجل وحسه التربوي المتقدم، حيث أن اختيار التخصص لا يحسن أن يفرض من الوالد على الولد حتى لا يمل من الدراسة، وإن التسلي بالدراسة يعتبر من الأساليب الحديثة والعصرية في تحفيز الطالب على استيعاب المادة المدروسة. ثم أردف ذلك بعبارة جامعة هي المحافظة على الأخلاق الظاهرة والباطنة استشهاداً بكتاب الله عز وجل في ذلك. وختم الفقرة بتحكيم العقل على الهوى والنفس الأمارة بالسوء.

الفقرة الرابعة ويجمعها معنى الاقتصاد: الاقتصاد في صرف المال، والاقتصاد في الوقت، والاقتصاد في العلاقات. ومكانها بعد الوصايا السابقة حسن جداً لأن الاقتصاد يعين على تحقيق تلك الوصايا. وقد استرسل في توجيه الطالب في حسن اختيار من يصحب وخاصة ممن سماهم بالوطنيين. وتدل العبارة على وجود حركة وطنية قوية ذلك الوقت بين الشباب الكويتي والعربي بصفة عامة. كما حرص الوالد على تذكير الطالب بالاقتصاد في الخروج و"الروحات والطلعات" لأسباب أمنية معروفة لديهما. وهنا ينبغي التنويه أن هذه الرسالة كتبت في ظروف سياسية متقلبة في بلدان العالم العربي. فمصر كانت للتو تعرضت لانقلاب عسكري أطاح بالملكية في 23 يوليو سنة 1952م التي كتبت فيها الرسالة، وفي العراق بوادر ثورة عسكر أخرى ضد الحكم الملكي انتهت بإسقاط الملكية سنة 1958م. وقد وثق المرحوم محمد بن سالم العتيقي بعض بوادر هذه الثورة المبكرة في السنة التي درس فيها (1952-53) حيث كان يتمشى في أحد الأيام مع صديقه المرحوم محمد المشاري وإذا بمظاهرة قادمة وإطلاق نار فركضا وقفزا إلى قصر مجاور هو قصر الضيافة الذي نزلوا فيه أول مقدمهم بغداد وإذا بجندي مختبيء خلف السور فقال دخيلكم أنا أبو عيال ظن أنهما من الثوار ، قال فأمناه على نفسه وانتظرا حتى هدأت الأوضاع ورجعا إلى البيت.[15]

الخاتمة: وهنا فقرة تصلح أن تسمى المتابعة والمراقبة. وفيها يوصي المخاطب بالكتابة في أوقات الفراغ والتأكيد في مراسلاته بما أوصى به من التزام بالعبادة والدراسة والاجتهاد والتودد إلى المعلمين. وأكد ذلك بعبارة جامعة وهي أن حب الناس من حب الله تعالى. ثم أردف ذلك بخبر عائلي وهو ولادة شقيقة المخاطب بدرية بنت سالم رحمها الله بمولود ذكر. وختم الكلام بالسلام من والدة المخاطب.[16]

وكتبه:

د. عماد بن محمد العتيقي

في ذو القعدة 1434 الموافق سبتمبر 2013م


الهوامش:

[1] وثقت البعثات الكويتية في الخارج في عدد من المصادر. من ذلك الوفد الصحفي الللبناني في مارس 1952م برئاسة فاضل سعيد عقل "معلومات ومشاهدات الكويت الحديثة" بيروت 1952م، ص 66. قال أن كل طالب ينهي دروسه الثانوية يرسل للدراسة الجامعية في الخارج على حساب المعارف إذا كانت حالته المالية لا تسمح بالإنفاق. وذكر أن هنا 70 طالب كويتي يدرسون في مصر، وأربعة في بيروت، و20 في إنكلترا.

[2] رواية المرحوم محمد السالم العتيقي نفسه. نقلا عن ابنه د. عبد العزيز محمد العتيقي.

[3] حدث ذلك سنة 1950م بعد حدوث مشاكل مع مدير المعارف المصري في وقته الاستاذ علي هيكل. ينظر تاريخ التعليم في دولة الكويت-ج 2- ص 140-142. مركز البحوث والدراسات الكويتية 2002م.

[4] مقابلة شخصية مع العم عبد الرحمن سالم العتيقي. 14 أغسطس 2013

[5] تاريخ التعليم في دولة الكويت. مصدر سابق.

[6] فاضل سعيد عقل. مصدر سابق. ص 69.

[7] تاريخ التعليم في دولة الكويت. مرجع سابق. ص 144-151.

[8] أحمد الشرباصي"أيام الكويت" القاهرة 1953م. ص 91.

[9] أحمد الشرباصي. المصدر السابق، ص 102-104.

[10] الكويت بلاد العرب، دراسة وتحليل، جريدة الطليعة، 1958م، دمشق. ص 65-66.

[11] مجلة البعثة، العدد الخامس، شعبان 1372-مايو 1953م. طبعة مركز البحوث والدراسات الكويتية، ص 290.

[12] مجلة البعثة، العددان التاسع والعاشر، صفر-ربيع الأول 1373-نوفمبر ديسمبر 1953م، ص 538.

[13] المصدر السابق. ص 614.

[14] ذكر المرحوم محمد العتيقي أنه خرج من الكويت بدنانير ذهبية للمساعدة في مصروفه وقد سُرقت منه أول نزوله في بيت الضيافة في بغداد. ولما رغب والده سالم تعويضه بنقود أخرى أشار بعدم الحاجة لذلك بعد صرف مخصصات الحكومة. من رواية ابنه عبد العزيز بن محمد العتيقي.

[15] راوية عبد العزيز بن محمد العتيقي. وكان محمد بن أحمد المشاري زميل محمد العتيقي في الدراسة، وتوجه معه إلى مصر لاحقاً، واستمرت علاقتهما بعد ذلك مدة طويلة. وكان المشاري أديباً شاعراً منذ شبابه حيث نشرت له مجلة البعثة عدة قصائد وله ديوان منشور.

[16] أردف الوالد سالم بعد رسالته رسالة مختصرة من إملاء والدة المخاطب وهي مليئة بعواطف الأم الجياشة وأدعيتها له بالنجاح والحفظ والتوفيق. وفي ظهر الورقة تحية من أخيه الأكبر عبد الرحمن سالم العتيقي ضمنها تمنياته له بالتوفيق.

شهادة الثانوية (الإعدادية) الممنوحة لمحمد السالم العتيقي من المملكة العراقية.

Loading