
وثيقة مشترى وبناء وتقسيم قيصرية العتيقي سنة 1317-1919م
مقدمة
تحتوي الوثيقة التي بين أيدينا على نص نادرٍ لإثبات كيفية تشكل المجمعات التجارية فيما يُسمى "
القيصرية"
في مدينة الكويت القديمة، حيث يقع العقار موضوع النص خارج السور القديم مباشرة في منطقة الوسط. وتتضح أهمية هذه الوثيقة في دلالتها على التوسع التجاري في بلد الكويت وبالذات المنطقة الوسطى المحاطة بالأسواق في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي (أوائل الرابع عشر الهجري). كما يوضح النص العلاقات التجارية والاجتماعية لأصحاب العلاقة. وسوف نقوم بتوضيح ظرفية كتابة الوثيقة مبتدئين بالسياق العام ثم السياق الخاص لها حتى يمكن استيعاب الفوائد على الوجه الصحيح.
نصُّ الوثيقة
"
…… جرا كما ذُكر لديَّ وأنا العبد الفاني: محمد بن عبدالله العدساني.السبب الداعي إلى تحرير هذه الأحرف الشرعية ؛ هو أنه قد حضر لدي كل من عبدالله بن حمد بن عبدالمحسن العتيقي وفارس بن فريح الوقيان وعبدالعزيز بن عتيق العتيقي وأقر واعترف كلٌ منهم طايعاً (طائعاً) مختاراً من غير جبرٍ ولا إكراه بأن الأرض التي اشتروها من الشيخ مبارك بن صباح الكاينة (الكانة) في دروازة العودة، وبنوها وصارت اثنين وأربعين دكان معما (مع ما) يتبعها من الدِكاك بينهم أثلاث لكل واحدٍ منهم أربعة عشر دكان معما (مع ما) يتبعها من الدكاك، لعبدالله ثلث ولفارس ثلث ولعبدالعزيز ثلث معما (مع ما) يتبعها من الدكاك مشاعاً إقراراً صحيحاً شرعياً. فبموجب إقرارهم صارت الأرض المذكورة وبنيانها الدكاكي مع ما يتبعها من الدكاك ملكاً لهم أثلاثاً على ما ذكر يتصرف كل واحدٍ منهم في ثلثه بما يشاء حتى لا يخفى، جرا وحرر في 10 محرم سنة 1317 أحد هور سنة سبعة عشر وثلاثمئة وألف من هجرته صلى الله عليه وسلم
"
.
بيانات الوثيقة
الوصف: وثيقة عدسانية لمشترى عقار وبنيانه وقسمته؛ وهو "
قيصرية العتيقي"
في حي الوسط بمدينة الكويت.
المصدر: الأخ الفاضل السيد فيصل سليمان (ابن الملا) عبدالله العتيقي.
الموثق: قاضي البلد الشيخ محمد بن عبدالله العدساني
التاريخ: 10 محرم سنة 1317 هجرية الموافق 29 أكتوبر 1919ميلادية.
البائع: الشيخ مبارك بن صباح الجابر الصباح.
المُشتري: عبدالله بن حمد بن عبدالمحسن العتيقي، فارس بن فريح الوقيان، وعبدالعزيز بن عتيق العتيقي.
الثمن: غير محدد.
موضوع النص: قسمة أرض ودكاكين بحي الوسط في الكويت.
الشركاء: عبدالله بن حمد بن عبدالمحسن العتيقي، فارس بن فريح الوقيان، وعبدالعزيز بن عتيق العتيقي.
الأختام: ختم القاضي الموثق محمد بن عبدالله العدساني.
السياق العام
وُثق هذا النص في زمن حكم الشيخ مبارك الصباح في فترته الأولى. وقد جاء على إثر توسعٍ تجاري حصل في زمن أخوه عبدالله بن صباح (13 رجب 1283 إلى ذي القعدة 1309-21 نوفمبر 1866م إلى أغسطس 1891م) ثم زمن أخويه محمد وجراح (ذو القعدة 1309 إلى 25 ذي القعدة 1313- أغسطس 1891 إلى 7 مايو 1896م).[1] تميزت هذه الفترة بانتعاش التبادل التجاري بين الكويت والمناطق الداخلية في نجد كما سجل الرحالة دوتي في مشاهداته، أن أهل القصيم كانوا يحملون التجارة من التي تحملها جمالهم من الكويت إلى نجد، وأن ابن الرشيد أمير حائل كان يشحن الخيول النجدية إلى الهند على مدار العام عن طريق الكويت. وقُدر عدد السفن الكويتية ذلك الزمن ما بين 300-400 سفينة.[2] وقد أدت سياساتٌ ضريبية وتجارية متساهلة إلى انتعاش التجارة بين الكويت وجاراتها، وذلك بسبب نشاط الكويتيين في تجارة البحر والغوص، وتفوقهم المعرفي في صناعة المراكب وصيانتها. وانتعشت تجارة المسابلة في البر، أي المقايضة بين حاجيات أهل نجد من بضائع، وما يعاوضونه بها من الغنم والإبل ومنتجات الحيوانات وصوفها.
برزت في ذلك الزمن أسواق جديدة جنوب محلة العتيقي وسكة عنزة للتجاوب مع التوسع التجاري، فأنشأ محمد وجراح الصباح سوق اللحم وسوق السمك الجديدين، وذلك في سنة 1312 (1894م)، بعد نقل محلاتهما من السوق الداخلي.[3] وكان التوسع خارج نطاق السور القديم قد بدأ بالفعل في تلك الفترة بتوافد الناس للسكن في مناطق تحولت إلى محلاتٍ جديدة مثل المطران والخوالد والرشايدة، رغبة منهم في الاستقرار، وخاصة بعد الوباء والقحط الذي أصاب منطقة نجد فيمل بين 1287-1289 (1869-1871م).[4]
السياق الخاص
كان لعائلة العتيقي دورٌ بارز في التوسع التجاري في منطقة الوسط، فقد انتشرت محلاتهم ودكاكينهم في زمن مبكر في قيصرية التُجار، والمناخ، وحول مسجد السوق، وفي السوق الطويل[5] [6]. وكان من المنطقي عندما برزت طبقة جديدة من التجار أن يتجهوا إلى التوسع جنوب المباركية لمواكبة التوسع العمراني في تلك المنطقة. أما فارس الوقيان فهو علمٌ مشهورٌ من أعلام الكويت قديماً، من عائلةٍ عريقةٍ بها. وكان له حضورٌ تجاريٌ بارزٌ في حي المباركية ومحلات في منطقة الأسواق، ويُعد من تجار الخيل بدليل جاخوري الوقيان المنسوبين إليه وإلى والده في سكة عنزة.[7] ويلاحظ أن الشركاء جميعاً أقارب أوجيران ويعرف بعضهم بعضاً من خلال سكناهم سكة عنزة ومحلة العتيقي. نجد على وجه الخصوص أن جاخور الوقيان في سكة عنزة وبيته ودكاكينه مجاورة إلى بيت عبدالعزيز بن عتيق العتيقي، حتى إن الجميع اندمج لاحقاً في بيتٍ واحد ملك عبدالرحمن الفارس الوقيان.[8]
الفوائد
1- تحديد الموقع-دروازة العودة: من حسن الحظ أن الموثق العدساني حدد موقع أرض العقار بعبارة "
الكائنة في دروازة العودة"
، وهو موقع غير معروف سابقاً في دروازات أو بوابات سور الكويت الثاني. ولكن الموقع معروف بشكلٍ عام جنوب سوق الصرافين (انظر المخطط 1 أدناه)، حيث علمنا على موقع الدروازة بالإطار الأحمر، وهو في الطرف الجنوبي الغربي للسوق الداخلي (الشريط الأبيض)، والطرف الشرقي الجنوبي لسوق الصرافين. ويظهر مسجد عبدالعزيز العتيقي إلى الشرق من الموقع.

مخطط 1: موقع قيصرية العتيقي ودروازة العودة (في الإطار الأحمر) وسوق الصرافين
ودروازة العودة معروفة في المراجع بأنها دروزاة الشيخ أو الصنقر.[9] والصنقر معروفٌ في المراجع بأنه يقابل نهاية السوق الداخلي حتى أن القسم الأخير منه يعرف بسوق الصنقر، وهو مركز لبيع الحبوب والأرز والتمر وسائر البضائع التي يقبل عليها أهل البادية، ويحملونها على الجمال إلى بلادهم،[10] ويمكن من خلال هذا الوصف تخيل سبب تسميتها "
العودة"
بمعنى الكبيرة لكونها ممراً للقوافل ومركزاً لتحميل البضائع.
والمنطقة التي تحيط بالقيصرية هي سكة عنزة شمالاً، ومحلة "
ولد وهيب"
جنوباً وشرقاً، وتسمى أحياناً "
محلة سيف العتيقي"
أو "
محلة عبداللطيف العتيقي"
التي تُنسب أيضاً إلى "
محلة الخوالد"
، وأحياناً إلى "
محلة مسجد النبهان"
، حيث يظهر أن مسجد النبهان كان أقرب المساجد إليها،[11] انظر المخطط 2.

مخطط 2: المنطقة المحيطة بقيصرية العتيقي من الجنوب
2- تركيبة العقار: يتكون العقار من اثنين وأربعين دكاناً مقسمةً أثلاثاً على أربعة عشر دكاناً لكل واحدٍ من الشركاء، ولكل دكانٍ دكة خاصة به، وهي لسانٌ أمام الدكان مبني من الطين أو الحجر لرفع مستوى الدكان عن الطريق حمايةً من مجرى الماء، وتُعد لجلوس بعض الزبائن. ويظهر من تكرر ذكر الدكاك في النص والتركيز عليها حرص الشركاء على إثبات ملكيتها بعد أن تكلفوا المال لإنشائها، ويمكن بالتدقيق في المخططات أعلاه رؤية الدكاك محيطة بالقيصرية، وقد أشير إلى "
الدكة"
في الحد الشمالي لأحد الدكاكين التي باعها سالم بن عبدالله العتيقي لاحقاً.[12] ويستفاد من الوثائق ومن المخططات أن القيصرية تحتوي على قسمين، يتألف كل قسم من صفين من الدكاكين التي تمتد من الشرق إلى الغرب، وهو تصميمٌ يعبر عن إبداعٍ معماري باستثمار مساحة الأرض مع ترك مساحاتٍ للخدمات من الخارج ومن الداخل. ومن المرجح أن الدكاكين أو بعضها تم تقسيمها بعد ذلك وأن عدد الدكاكين بشكلها النهائي أكثر من العدد الأصلي.[13]
3- تسميتها: تسمى القيصريات عادة باسم أصحابها أو بعض أصحابها. فنظراً لأن ثلثي الشركاء من العتيقي ولهم ثلثا الدكاكين، سُميت بقيصرية العتيقي. يُذكر أن عبدالعزيز بن عتيق ترك الكويت بعد عشر سنوات تقريباً من تاريخ الإنشاء وباع نصيبه على الملا عبدالله العتيقي.[14] وقد أُطلق عليها في الوثائق: محلة قيصرية العتيقي.[15] وقد جَذبت هذه القيصرية بموقعها المتميز نشاطاً تجارياً بارزاً، فأنشئ بعدها سوق الصرافين في زمن الشيخ سالم الصباح والذي يقع إلى الشمال منها عبر الطريق،[16] وسوق أهل القصيم[17] والذي يقع إلى الجنوب منها عبر الطريق.
4- المستثمرون: يتضح من الوثائق اللاحقة أن عدداً من الدكاكين تم بيعها على مستثمرين آخرين. فقد باع سالم بن عبدالله العتيقي بوكالته عن ورثة والده دكانين على السيد رجب بن السيد عبدالله الرفاعي، يحد الدكان الأول (رقم 999) دكان ملك ورثة فارس الوقيان، ودكان محمد عقيل بن محمد زمان، والطريق العام. ويحد الثاني (رقم 1024) ملك الشيخ أحمد الجابر الصباح، والطريق العام، وذلك بقسمة إجمالية بلغت ألف وخمسمائة ربية.[18] كما باع سالم بن عبدالله العتيقي ثلاثة دكاكين وثلث وأرقامها 997، 1011، و1032، على محمد عقيل بن محمد زمان بقيمة ألفين وخمسمائة ربية.[19]
5- تعريف بالشركاء: كان لا بد من وجود علاقة متينة بين الشركاء، الأمر الذي مهد للتشاور حول الاستثمار في أرضٍ جديدة من خارج السور. نجد على سبيل المثال أن فارس الوقيان هو أحد الشهود على توكيل خالتي عبدالله العتيقي له على بيت جدته الوقف، وذلك في شوال سنة 1316/مارس 1899م،[20] وعبدالعزيز بن عتيق العتيقي اشترك مع عبدلله بن حمد العتيقي وغيره من رجال الأسرة في الشهادة على بيع خالتيه المذكورتين وشركائهما عقاراً لهما في البصرة وذلك في صفر 1322/إبريل 1904م.[21] وعبدالله بن حمد العتيقي هو الذي كتب بخطه عقد بيع عبدالعزيز بن عتيق للحوطة التي تعود إلى أخته لولوة العتيقي على أحمد بن عبدالعزيز العدواني، في جمادى الأولى 1321/مارس 1904م.[22] فمن الواضح وجود علاقاتٍ قوية وثقةٍ متبادلة تصل إلى استشهادهم من قبل النساء. وقد تقدم أن فارس الوقيان وعبدالعزيز بن عتيق كانا متجاورين في السُكنى، فلا بد أنهما يلتقيان باستمرار في المسجد المجاور لهما، مسجد ابن بحر.
– عبدالله بن حمد العتيقي: هو عبدالله بن حمد بن عبدالمحسن بن منصور العتيقي، كان في ذلك الوقت شخصية بارزةً في المجتمع الكويتي. فهو سليل ثلاثة من فروع أسرة العتيقي مارست العلم والتجارة: آل عبدالعزيز بن حمد وآل سالم وآل عبدالمحسن بن منصور. انتقل والده حمد بن عبدالمحسن صغيراً إلى الكويت وتلمذ على الشيخين عبدالعزيز بن حمد وأحمد بن محمد بن سالم، وأخذ عنهما فنون التجارة ثم تزوج "
حصة"
بنت أحمد وحفيدة عبدالعزيز، فأنجبت عبدالله وعبدالعزيز ومحمد. وقد وجد الشيخ مبارك الصباح في الشاب المستقيم "
عبدالله"
الذكاء والحرفة في الكتابة مما جعله أميناً على ديوانه ومراسلاته وسكرتيره الخاص لمدة العشر سنوات الأولى من حكمه، بمعنى أنه كان مديراً لمكتب الحاكم حسب المصطلح العصري. فكان من مهماته كتابة الرسائل الحكومية والسياسية أو الإشراف عليها، وقراءة الرسائل الواردة وحفظها وترجمتها إذا لزم وتنظيم أرشيف ديوان الحاكم وسجلاته، وله أيضاً استقبال ضيوف الحاكم والتعامل معهم بما يشبه مدير المراسم في العرف الحالي. تولى العتيقي مهامه في مرحلة حرجه من تاريخ الكويت السياسي كان على الحاكم وقتها الشيخ مبارك مواجهة تحديات من محاور متعددة، اضطر مبارك وقتها للتقرب من الانجليز للحصول على اتفاقية حماية، الأمر الذي جعل الانجليز يكثفون مشاوراتهم حول الكويت ويكتشفون قيمتها كأهم ميناء استراتيجي في الخليج، فكان على سكرتير الشيخ مبارك أن يكون على أقصى درجات اليقظة والحصافة في الكتابة وفي استقبال الوفود المتتالية لمقابلة الشيخ،[23] وتجد اسم الملا عبدالله العتيقي ضمن قائمة الوجهاء المدعوين إلى ذكرى عيد ميلاد الملك إدوارد السابع ملك بريطانيا، في رمضان 1324/نوفمبر 1906م، موجهة من الماجور نوكس قنصل بريطانيا في الكويت.[24] رُزق عبدالله من الولد سالم وهيا وسليمان وطيبة. تُوفي سنة 1341(1923م)، وله وصية بالثلث أعتق فيها إماءه وتصدق عليهن.
– فارس فريح الوقيان: من وجهاء الكويت المعروفين، ومن أسرة عريقةٍ وقديمة السُكنى بها، تمتد آثارها المعمارية في مناطق متفرقة في البلد، مثل محلة كوت الوقيان في الشامية، وحفرة الوقيان في مدينة الكويت، ومحلة فارس الوقيان، وخر فريح (الوقيان). كان لوالده فريح الوقيان عنايةٌ خاصة بحفر واستصلاح الآبار (القلبان) وسُقيا المياه، وله وقف قديمٌ للقلبان التي في مناطق متفرقة من الكويت مؤرخ في 2 ذي القعدة سنة 1292/ 29 نوفمبر 1875م، انظر الصورة أدناه. وقد ذكرنا الجاخورين المنسوبين إلى فارس وأبيه في سكة عنزة، مما يدل على اهتمامهما بتجارة الخيل.

إشارة من محكمة الكويت إلى وقف قلبان فريح الوقيان سنة 1292(1875م)
وكان من مكانة فريح الوقيان عند الشيخ مبارك أن أرسله في وفدٍ إلى البحرين لإقناع الطواويش الكويتيين بالعودة إلى الكويت سنة 1328/1910م، وكان مسؤولاً عن جباية الزكاة من أهل البادية. وأيضاً أرسله الشيخ مبارك الصباح في سفارةٍ إلى عبدالعزيز ابن سعود سلطان نجد سنة 1338/1920م، وقد تكرر ذلك منه، وكان له موقف مع ابن سعود يدل على حكمته وحسن تصرفه، في زمن كان محفوفاً بالقلاقل والمشاكل، مما يستدعي سفراء من ذلك النوع ذوي الحكمة واللياقة. تزوج أربع مرات ورزقه الله من الولد عبدالرحمن، خالد، عبدالله، عبدالعزيز، محمد، يوسف، إبراهيم، فهد، شاهة، فاطمة، منيرة، وضحا، شيخه، وطيبة.[25] وقد اشتهر بحبه لعمل الخير وكان له دكانٌ قريبٌ من مسجد السوق في سوق التجار، وديوانٍ يفتح في شهر رمضان بصفةٍ يوميةٍ للإفطار، ويجتمع فيه رجالٌ يدرسون القرآن الكريم طيلة الشهر الفضيل، وتصل زكواته وصدقاته إلى المحتاجين من الحضر والبدو. من آثاره المعروفة الحفرة المشهورة باسمه لتجميع السيول،[26] وله وصية بالثلث الخيري على يد ولده عبدالرحمن. هذا بالإضافة إلى مساهمته في القيصرية موضوع الدراسة، وكان له أملاكٌ عقارية في محلة المبيلش ودكاكين في مناطق متفرقة بالكويت. تُوفي حوالى سنة 1349 (1930م).
– عبدالعزيز بن عتيق العتيقي: هو عبدالعزيز بن عتيق بن محمد بن عتيق العتيقي. ظهر اسم هذا العَلم منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري، أواخر التاسع عشر الميلادي، فتملك هو وإخوته بُيوتاً في محلة مسجد المديرس، وهو تملك بيتاً آخر في سكة عنزة. والذي يظهر أنهم انتقلوا من المجمعة في سدير حيث تركزت عائلة العتيقي، لأن جدهم محمد بن عتيق كان له ذكرٌ في وثائق العائلة هناك. كان عبدالعزيز يمارس التجارة في العقار، والمنسوجات والمواد الغذائية، وذلك يوضح غرضه من التوسع بالمشاركة في إنشاء قيصرية جديدة. تعرض عبدالعزيز بن عتيق لمشاكل مع مبارك الصباح، أدت إلى عزوفه عن البقاء في البلد فصفى حلاله وانتقل إلى الزبير، وبقي بعض أولاده في الكويت. تزوج عبدالعزيز من بنت منصور العتيقي من أهل المجمعة، ومريم بنت محمد عبدالله سيف العتيقي في الكويت. ولما انتقل إلى الزبير تزوج لولوة سليمان الفداغ. وٌلد له عبدالرحمن، محمد، حصة، سعود، وفاطمة، وتوفي سنة 1329 (1911م)، والعقب اليوم من ولده سعود، الذي اشتهر بالقوة والشجاعة في الزبير وله أخبارٌ مشهورة، ثم انتقل إلى الكويت وأولاده موجودون بها. تملك عبدالعزيز أرضاً ونخلاً في البصرة في ناحية أبو الخصيب وهذا النخل تبلغ مساحته 16 دونم وألف وسبعمائة وسبعين متر جديد، وكان يقطن في النخل فلاحون يغرسون النخل ويكبسون التمر فيدر عليه ربحاً مجزياً.[27] اشتُهر بالتدين والمداومة على حج بيت الله حتى كان يلقب بالحاج عبدالعزيز، وله وصية بالثلث على يد جد أولاده سليمان الفداغ.[28] ولشقيقته موضي وقفٌ في الكويت وهو بيتٌ يقع في محلة سيف وعبداللطيف العتيقي في الكويت، أوقفته في 5 صفر سنة 1338(29 أكتوبر 1919م) بعد أن اشترته من سيف وعبداللطيف المذكورين (انظر المخطط 2 أعلاه).
وكتبه:
د. عماد محمد العتيقي
في جمادى الثانية 1444 الموافق يناير 2023م
الهوامش:
[1] عماد محمد العتيقي "
تاريخ القضاء والقضاة في الكويت"
، مركز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت، 2022م، ص 141-143.
[2] أحمد مصطفى أبو حاكمة "
تاريخ للكويت الحديث"
، ذات السلاسل، الكويت 1984، ص 264.
[3] محمد عبدالهادي جمال مركز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت، 2001م، ص 221-225.
[4] انظر على سبيل المثال: عماد محمدالعتيقي "
وثائق العتيقي"
، جداول للنشر والتوزيع، بيروت، 2022م، ص 256-260، 284-287.
[5] المرجع السابق، انظر الوثائق رقم 13 و18، والصفحات 266-271.
[6] صلاح علي الفاضل وآخرين "
معالم مدينة الكويت القديمة"
، ج3، ص 135، 143، 147، 154، 155.
[7] فيصل عادل الوزان وصلاح علي الفاضل "
المشومة والعقيلات"
، مركز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت 2022، ص 146-147، وكذك حصر ورثة فارس الوقيان مؤرخ سنة 1361.
[8] الفاضل، مرجع سابق، ص 76-77.
[9] يوسف بن عيسى القناعي "
صفحات من تاريخ الكويت"
، ط، 1408/1988م، ص 19.
[10] جمال، مرجع سابق، ص182-183.
[11] العتيقي، مرجع سابق، ص289-290.
[12] المصدر: وزارة العدل، وثيقة مؤرخة في 3 ربيع الثاني سنة 1349، ص 1125، والدكان برقم 997، يحده شمالاً الدكة، وشرقاً طريق عام وقبلةً دكان ورثة فارس الوقيان، وجنوباً دكان السيد رجب بن السيد عبدالله الرفاعي. وهنا تبدأ في الوثائق الإشارة إلى وفاة فارس الوقيان، وآخر تعامل له معروف هو وصية بالثلث في 1 جمادى الأولى سنة 1347 (14 أكتوبر 1928م).
[13] إفادات من الأخ فيصل سليمان العتيقي والأخ يوسف سعود عبدالعزيز بن عتيق العتيقي.
[14] يُستفاد ذلك من مخطوط للعم عبدالرحمن سالم العتيقي وإفادة من الأخ يوسف سعود عبدالعزيز بن عتيق العتيقي.
[15] المصدر: وزارة العدل، وثيقة مؤرخة في 20 رمضان سنة 1350، وأخرى مؤرخة في 8 ربيع الأول سنة 1356.
[16] الفاضل، مرجع سابق، ص 98، وانظر المخطط ص 121.
[17] المصدر: وزارة العدل، وثيقة مؤرخة في 11 ذي القعدة سنة 1332، أشارت إلى دكان في سوق أهل القصيم ملك محمد بن إبراهيم الجنيفي، كان قد اشتراه سابقاً من محمد العواد. ومحمد العواد هذا كان له تعاملات في تلك المنطقة بطرف السوق الداخلي قريباً من فترة إنشاء قيصرية العتيقي (سنة 1316)، أحدها بشهادة عبدالعزيز بن عتيق أحد شركائها. انظر: عبدالله بن غازي الغانم "
آل سعود في رحاب الكويت"
، الكويت، 1441/2020م، ص 162-167.
[18] وثيقة سبق الإشارة إليها، في 3 ربيع الثاني 1349، ص1125.
[19] وثيقة مؤرخة في 3 ربيع الثاني 1349، ص1126.
[20] العتيقي، مرجع سابق، وثيقة رقم (22).
[21] العتيقي، مرجع سابق، وثيقة رقم (21).
[22] من وثائق أسرة المديرس الكريمة، إهداء من الأخ صلاح علي الفاضل.
[23] انظر: عماد محمد العتيقي، الملا عبدالله حمد العتيقي- أول سكرتير للشيخ مبارك الصباح، موقع العتيقي.
[24] عادل محمد العبدالمغني "
محطات كويتية"
، الكويت 2021م، ص 119.
[25] فيصل عادل الوزان "
المشومة والعقيلات"
، مركز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت، 2022م. ص 146-147.
[26] نبذة عن فارس الوقيان، من إعداد سليمان فهد المخيزيم، بواسطة الدكتور خليفة عبدالله الوقيان.
[27] سند الطابو لنخل عبدالعزيز بن عتيق العتيقي في أبي الخصيب بالبصرة، مسجل باسم سعود عبدالعزيز العتيقي وثلث الخيرات باسم سليمان إبراهيم الفداغ. تاريخه 20 رجب 1342 الموافق 25 فبراير 1924م.
[28] كشف حساب ورثة المرحوم الحاج عبدالعزيز بن عتيق العتيقي، مؤرخ في 5 ذي الحجة 1329(25 نوفمبر 1911م).