كلمة رئيس السن النائب الدكتور صلاح العتيقي
16/12/2012 جريدة الوطن
صلاح العتيقي:
- توجيهات سمو الأمير بتطبيق القانون على الجميع تعبر عن العلاقة الحميمة بين أسرة الحكم والشعب
- على الحكومة العمل على ترسيخ المساواة بين جميع المواطنين على اختلاف رؤاهم
- الديموقراطية ليست شعاراً نرفعه ولا وثائق مكتوبة بل ثقافة راسخة تجعل النصوص الدستورية تنبض بالحياة
- يجب أن تقدم الحكومة برنامج عمل وتسعى لإنجازه لتحقيق الإنجازات التي ينتظرها الشعب
- الإعلام يشكل الوعي المجتمعي ويرسخ الديموقراطية والحوار البناء الذي يصب في تحقيق المصالح الوطنية
- على النواب العمل بروح الفريق والارتقاء بلغة الحوار وممارسة الرقابة وفق الدستور دون إفراط
- أعضاء المجلس حريصون على العمل مع الحكومة لإعلاء مصلحة الكويت والحفاظ على أمنها واستقرارها
- مطلوب تحقيق المساواة في التعيينات وتطبيق القانون على الجميع
- أحكام الدستور واللائحة الداخلية يرسمان المسار الصحيح للعلاقة بين السلطتين
أكد رئيس السن النائب صلاح العتيقي ايمان الشعب الكويتي وقيادته السياسية بالديموقراطية لافتا الى ان المرجع هو صندوق الانتخاب والقضاء الكويتي الشامخ في الامور الخلافية.
وشدد على أن تصريحات سمو أمير البلاد بضرورة العمل على تحقيق المساواة على جميع المواطنين على اختلاف رؤاهم تعبر بصدق عن العلاقة الحميمية التي تربط أسرة الحكم بالشعب الكويتي.
وقال في كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الامة ان الديموقراطية ليست شعاراً نرفعه ولا وثائق مكتوبة بل ثقافة راسخة قادرة على ان تجعل النصوص الدستورية تنبض بالحياة.
ولفت رئيس السن ان الشعب الكويتي ينتظر الكثير من الإنجازات من الحكومة مطالبا بضرورة تقديم السلطة التنفيذية الى برنامج عمل قابل للتنفيذ يعمل على تغليب اسلوب الحوار بين فئات الشعب ولا سيما الشباب، كما يجب ان يحرص على تحقيق المساواة في التعيينات وتطبيق القانون على الجميع واصلاح الادارة الحكومية وايجاد حلول عملية للمشكلات المزمنة التي يعاني منها المواطن.
كما طالب العتيقي في كلمته تعزيز دور الاجهزة الرقابية وتفعيل اختصاصها من خلال توفير الاستغلال الاداري والمالي طبقا للقوانين النافذة لتقوم بدورها في محاربة الفساد ولفت الى دور الاعلام في تشكيل الوعي المجتمعي وترسيخ مبادئ الديموقراطية والحوار البناء الذي يصب في خانة تحقيق المصالح الوطنية وغرس قيم الحب والولاء للوطن.
وأكد حرص النواب للعمل مع الحكومة لتحقيق مصلحة الكويت والحفاظ على امنها واستقرارها.
وفيما يلي نص كلمة رئيس السن النائب صلاح العتيقي:
حضرة صاحب السمو
بالنيابة عن اخواني وأخواتي أعضاء مجلس الأمة وبالأصالة عن نفسي يشرفني ان أرفع الى مقام سموكم الكريم اسمى آيات الشكر والتقدير لتفضلكم بتشريف حفل افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة سائلا المولى عز وجل ان يمتعكم دائما بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ ولي عهدكم سندا وذخرا لكم. كما أتوجه بالتهنئة لسمو رئيس مجلس الوزراء الموقر وأعضاء حكومته الأجلاء على ثقتكم بهم ولزملائي وزميلاتي أعضاء مجلس الأمة الذين حازوا ثقة المواطنين متمنيا لهم جميعا التوفيق والسداد لأداء رسالتهم السامية.
حضرة صاحب السمو
ان ما يثلج الصدر ايمان الشعب الكويتي وقيادته السياسية بالديموقراطية التي ارتضيناها جميعا على الرغم من اختلافاتنا يجمعنا حب هذا الوطن وان اختلفت رؤانا.فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ومرجعنا جميعا صندوق الانتخابات والقضاء الكويتي الشامخ في الأمور الخلافية تجسيدا حيا لهذه المفاهيم وحكمة ثاقبة ليست غريبة ارتضيناها منهجا وأسلوبا للعمل السياسي.
ان تصريحات سموكم بضرورة العمل على تحقيق المساواة بين جميع المواطنين على اختلاف رؤاهم وتطبيق القانون على الجميع دون تفريق في ذلك بين كبير وصغير ولا بين حاكم ومحكوم هذه التصريحات السامية انما تعبر بصدق عن العلاقة الحميمة التي تربط أسرة الحكم بالشعب الكويتي الكريم ونأمل ان تعمل الحكومة جاهدة على ترسيخ هذه القيم الرفيعة في الواقع العملي فالديموقراطية ليست شعارا نرفعه ولا وثائق مكتوبة بل ثقافة راسخة قادرة على ان تجعل النصوص الدستورية تنبض بالحياة.
حضرة صاحب السمو
ان الشعب الكويتي ينتظر الكثير من الانجازات من الحكومة الموقرة وهي انجازات نأمل ان تتجسد من خلال برامج المادة (98) من الدستور على ان تقدم الحكومة الى مجلس الامة فور تشكيلها برنامجا وان تسعى في سبيل انجازه.
حضرة صاحب السمو
انه لمن الجدير بالاهتمام ان تتحقق تلك البرامج من خلال:
-1 العمل على تغليب اسلوب الحوار بين فئات الشعب الكويتي ولاسيما جيل الشباب فهم ابناؤنا ونحن آباؤهم وحق علينا الاستماع لهم.
-2 ومن خلال الحرص على تحقيق المساواة في التعيينات وتطبيق القانون على الجميع واصلاح الادارة الحكومية فجميع مشاكلنا هي نتيجة لسوء الادارة ولقد حبانا الله بنعم كثيرة تجعلنا من اوائل الدول في الاعمار والتقدم.
-3 وان نهتم بالمشكلات المزمنة التي يعاني منها المواطن الكويتي وذلك بالسعي جديا لتوفير الحلول العملية للازمة الاسكانية.
-4 وان تكون من اولوياتها الخطة التنموية المستدامة في كافة مجالات التنمية فلقد مرت سنوات طويلة دون الاهتمام بهذا الجانب الحيوي الذي توليه الامم جل اهتمامها وعلينا الا ننسى ان النفط سلعة ناضبة لذلك يجب التوجه الى التنمية الشاملة بجميع مجالاتها.
-5 كذلك تعزيز دور الاجهزة الرقابية وتفعيل اختصاصها من خلال توفير الاستغلال الاداري والمالي طبقا للقوانين النافذة لتقوم بدورها الحقيقي الفاعلي في محاربة الفساد.
حضرة صاحب السمو
لا يخفى على الجميع دور الاعلام في تشكيل الوعي المجتمعي وترسيخ مبادئ الديموقراطية والحوار البناء الذي يصب في تحقيق المصالح الوطنية وغرس قيم الحب والولاء للوطن.
وما من شك في ان اساس تقدم الامم يكون على قدر اهتمامها بالتعليم والبحث العلمي...مجتمع فتي يصل فيه عدد المقيدين بمراحل التعليم العام ما يقارب 400 الف طالب وطالبة هم غرس المستقبل وسبب تقدمه مما يظهر مدى الحاجة للاهتمام بهؤلاء الفتية ورعايتهم وان نعمل وبنظرة مستقبلية مفيدة على توفير فرص العمل المناسبة واعادة النظر جديا في الخطة الاسكانية التي تضمن الرعاية السكنية الملاءمة مع وضع خطة محكمة من قبل وزارة الصحة لرفع معدلات العمر الى مصاف الدول المتقدمة والقضاء على الامراض الوبائية فالعالم المتقدم يتحدث الآن عن منع المرض ولس عن علاجه.
كما يجب اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف مؤشر ارتفاع الفساد حيث وصلت الكويت الى المرتبة 66 بعد ان كانت بالمرتبة 56 العام الماضي.
حضرة صاحب السمو
مع بداية هذا الفصل التشريعي اتوجه مخلصا الى زملائي الاخوة والاخوات اعضاء مجلس الامة الموقر بأن نكون عند حسن ظن الشعب الكويتي بنا وهو الذي اولانا ثقته التي نعتز بها وذلك بأن نعمل بروح الفريق داخل المجلس ولجانه.. نتجنب نقاط الاختلاف ونتمسك بنقاط التلاقي والاتفاق..نرتقي بلغة الحوار.. نسعى من خلال صلاحياتنا التشريعية الى بناء كويت المستقبل.. كويت المنتجة وليس المستهلكة ونمارس صلاحياتنا الرقابية بما يحقق مقاصد الدستور منها دون افراط او تفريط وفي مواضعها الصحيحة واوقاتها المناسبة.
اننا جميعا كأعضاء مجلس الامة حريصون كل الحرص على ان نعمل والحكومة معا لتحقيق هدف واحد نصب اعيننا وهو مصلحة الكويت واعلاء شأنها والحفاظ على امنها واستقرارها وسلامتها داخليا وخارجيا من خلال تعاون صادق بناء بين المجلس والحكومة ترسيخا للمبادئ الدستورية السامية وما اكدت عليه بأن يقوم نظام الحكم في الكويت على اساس فصل السلطات مع تعاونها.
ويقتضي هذا التعاون ان يعرف كل عضو من اعضاء المجلس والحكومة ما له من حقوق وما عليه من واجبات وفقا لاحكام الدستور وللائحة الداخلية لمجلس الامة والالتزام بهذه الاحكام واحترامها في الواقع العملي هو الذي يرسم المسار الصحيح للعلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ويحقق الاستفادة المثلى من فترات اجتماعات المجلس ولجانه حتى نحقق اجازات نشعر جميعا ان الكويت في حاجة ماسة اليها.
ولا يفوتني في هذا المقام ان نتوجه جميعا بالشكر الجزيل الى جميع اخواني واخواتي ابناء الشعب الكويتي سواء من مارس منهم حقه الانتخاب ومن لم يمارسه فالجميع وطنيون مخلصون وكل من مارس دوره بحسب رؤيته وقناعته التي يجب ان تحظى منا بكل الاحترام والتقدير.
وفي النهاية فان صندوق الانتخاب وحده هو الحكم بيننا جميعا ونلتزم بالنتائج التي يسفر عنها وهذه هي الديموقراطية الحقة التي تعيشها الكويت منذ قرون وستظل تعيشها باذن الله.
ان من واجبنا ان نسلم راية الكويت عالية خفاقة للجيل الذي يأتي بعدنا كما استلمناها من الاباء والاجداد.
يا صاحب السمو
نتوجه جميعا الى المولى عز وجل ان يسبغ على وطننا العزيز نعمة السكينة والاستقرار وان يهدينا جميعا سواء السبيل كما نسأله تعالى ان يحيط سموكم وسمو ولي العهد بحفظه ورعايته وان يسدد خطاكم لما فيه خير الكويت واهلها وان يرزقكم البطانة الصالحة التي تعينكم على فعل الخير انه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.