فقدت الكويت يوم الأربعاء 13 صفر 1429هـ الموافق 20فبراير 2008م أحد الصالحين الأخيار الأبرار ولا نزكي على الله أحداً، وهو محمد بن سالم العتيقي، من الذين ساهموا في بناء "جمعية الإرشاد الإسلامي" التي سبقت جمعية الإصلاح الاجتماعي.
وهو أحد مجاهدي الكلمة في الدعوة إلى الله تعالى، والمطالبة بتطبيق شريعته الغراء في المجتمع الكويتي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقدوة والموعظة الحسنة.
تخرج في الكلية الحربية بمصر عام 1954م، وعمل ضابطاً في الجيش الكويتي، ثم توجه إلى العمل الخاص مبكراً حتى أصبح رئيساً لاتحاد منتجي الألبان الطازجة.
وقد نشط عضواً فاعلاً في جمعية الإرشاد الإسلامي، ومؤيداً ومحباً لجمعية الإصلاح الاجتماعي، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، متميزاً بالعاطفة الشديدة والحماس للدفاع عن دين الله عز وجل، والنصيحة قولاً وكتابة للمسؤولين، ومصارحة لأولي الشأن، موصلاً ذلك لأبنائه وأقاربه الصغير والكبير منهم، لا يخشى في الله لومة لائم.
كان -يرحمه الله- يتألم على ما وصلت إليه أوضاع المسلمين من تردٍّ، وما آلت إليه الأمة الإسلامية من ضعف، متابعاً لأوضاع المسلمين عن كثب بواسطة وسائل الإعلام، وخاصة "مجلة المجتمع"، وكان يحزن كثيراً إذا لم تصله في موعدها، وكان صديقاً حميماً للعم الفاضل (عبدالله علي المطوع) رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي السابق، ومحباً له، ولقد حزن لوفاته يرحمه الله حزناً شديداً.
وقد ربى أبناءه منذ الصغر على حفظ القرآن الكريم، وحب الدعوة، وعدم الترف، وأخذ الأمور بالجد والدقة، وقد اقتبسوا ذلك منه وتأثروا به، وأصبحوا محبين للدين والأخلاق الحميدة، وكان حريصاً على الصلاة جماعة.
وقد وفقه الله لبناء مسجدين في مكانين كانا بحاجة ماسة بالكويت، الأول في المنطقة الصناعية داخل البلد، والآخر عند مزارع الألبان في منطقة الصليبية، واسمهما "مسجد الصحابة".
كان يشعر بآلام الفقراء والمحتاجين، ويسارع إلى مساعدتهم، ويقيم وليمة غداء أسبوعية لهم بعد صلاة الجمعة، وقد حفظوا له الجميل وأتوا بأعداد كبيرة لتشييع جثمانه.
لقد فقدناك يا أبا عمرو، فقد كنت لنا قدوة منذ أن كنا صغاراً إلى أن توفاك الله، فقد ودعت الحياة بتبرع خيري قبل وفاتك بفترة وجيزة، فهنيئاً لك صدقتك فهي ظلك يوم القيامة.
جعلنا الله وإياك وأهلك سائرين على خطاك في اتباع ما أمرنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإن ذكراك ستبقى أبداً عطرة عند كل جمعية خيرية تبرعت لها وساندتها وكل من شفعت له بخير. ابن عمك/ د. عبد الله سليمان العتيقي
المصدر: مجلة المجتمع - العدد 1792 السبت الموافق 8 مارس 2008