عدد الزوار:6560
بسم الله الرحمن الرحيم
علم الأنساب قديم قدم خلق الإنسان ، إلاً أن معرفتنا به وفهمنا له وما واكب ويواكب ذلك من أمور لها علاقة بالنسب والحسب قد اختلف بإختلاف العصور ، فكلما ابتعدنا عن الجذور كلما اتسع الخلاف ومن ثم الآراء التي إما أن تؤيد أو تخالف ما جاء في نصوص الأولين ، هذه النصوص أيضاً لم تخلوا من الاختلاف وتباين الآراء لأَّنها في غالبيتها قد اعتمدت علي ما جاء عند أهل الكتاب من أحبار وغيرهم وما تناقلته الأسفار التي كتبت بعد موُسي عليه السلام بنحو تسعة قرون من الزمن. ففي هذه الأسفار نجد يقطان ومعربه قحطان هو ابن لعابر ثمّ نجد يقشان ومعربه قحطان أيضاً هوُ ابن لإبراهيم عليه السلام من زوجه قطورا ، وهو والد سبأ وديدن ، وجدّ طسم وأميم وأشوريم الذين عدهم أهل الأخبار من العرب البائدة ، فالتباين والاختلاف واضح . وكلماّ بعدت المسافة وتقادمت العصور تفرق ولد آدم فأصبح الفرد أب لعشيرة أو أسرة ومن ثم لبطن أو قبيلة وهكذا. وكلمّا تباعدت أيضاً كلماَّ تباعدت أيضاً كلماً زاد الانشقاق والتناحر فيمن هو أفضل نسباً أو أفضل حسباً ، علماً أنّ الأفضلية هي في التقوى وليس في النسب أو الحسب ، أي أن وجوب المعرفة بالنسب لا تعني التفاخر به بل المقصود هو معرفة الحقوق والواجبات المترتبة عليه ، وهو قوله تعالي : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) ( سورة الشعراء : الآية 214)، لكون العشيرة أولى بالرعاية في الدين.
والعَتيْقي اليوم أسرة تتكون من عدّة عشائر ، جدّها الأعلى القريب والموثق هو : سَيْف بن حَمَد بن محمَّد العَتيْقي النجدي ، ثُمَّ الأحسائي، الُمتوفي عام 1189هـ ، كان له من الولد : إبراهيم ، وصالح ، الذي استقر بالمبرز من أرض الأحساء ، ومات في الزبير سنة 1223 هـ ، وعَبْدالله ، و حَمَد ، و محمَّد ، الذي انتقل إلى الزّبير وتصدّى للتدريس ، ثم انتقل إلى المَدينة النبوية الشريفة ، ووفاته فيها في أول القرن الثالث عشر الهجري ، وله المنظومة التي مطلعها :
أرَي المجد صَعْبًا غير سَهْل التناول أَِبّياً شَديداً معْجزاً للمحاولِ
ومن هؤلاء انتشرت ذرية العتيقي الأسرة المعروفة في الكويت والمجمعة اليوم.
والعتيقي ، بِفَتح العين المهملة ، وكسر التاء الَمنقوطة من فوقها بائنتين ، وفي آخرها القاف ، هذه النسبة إلي " عتيق " ، اسم علم أوَّل من عرف به هو الصدَّيق عَبد الله بن عُثْمان التيمي القُرشي ، أبو بَكر بن أبي قحافه ، رضي الله عنه ، الصحابي الجليل ، وأول الخلفاء الراشدين ، كما عرف بعض ولده بلقب " ابن أبي عتيق" ، وأقدمهم على الإطلاق عَبدالله بن محمَّد بن عَبْدالرَّحْمًن بن أبي بَكْر الصدَّيق ، الذي من ذريته آل العمودي وآل العتيقي في الطائف وجدة، ذكرهم الشريف عبدالكريم الفضيل آل شريف الدين الحسني الطالبي الهاشمي القُرشي في كتابه " الأغصان " .
هذا لا يعني أن جميع من يعرف بالعتيقي اليوم هو من نسل أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، بل ذكر السمعاني في كتابه الأنساب العتيقي، وذكر منهم العتيقي الذين ينتسبون إلى أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه ، ثم ذكر العتيقي، الذين منهم أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور العتيقي، وقال : هو روياني الأصل ، ورويان من بلاد طبرستان ، وأضاف في تاريخ دمشق الجهني إلي نسبه وقال : قدم دمشق غير مرة، وهكذا، وهو ما ذهب إليه الشيخ حمد الجاسر، يرحمه الله، في كتابه معجم قبائل المملكة العربية السعودية، حين قال : ذوي عتيق ، العتايقة، من عروة من بني مالك من جهينة، إلاَّ أن الجاسر أوضح أن هناك أكثر من عتيق، فذكر العتيق من بني صخر، وذكر العتيق من الصقور، من عَنزة، وذكر في كتابه جمهرة أنساب الأسر المتحضرة أيضا آل عتيق في أشيقر والقصب والمجمعة والزبير، وقال : من آل راجح من آل بسَّام من آل ريس من الوهبة من تميم، ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عتيق بن بسام الوهيبي التميمي، من أهل القرن العاشر الهجري، وذكر أيضاً آل عتيق في حوطة بني تميم من العبادل، أي بني عبدالله بن درام، من تميم، وكذلك آل عُتيق، بالتصغير، في المذنب، من آل رحمة، من النواصر، من بني عمرو بن تميم. هذا الاختلاف في النسب مجرد تشابه في الأسماء، والمواطن مختلفة، إلاَّ في موطن آل عتيق بن بسام، الذي هو المجمعة، كما هو الحال في موطن آل عتيق البكري الصديقي.
والله أعلم ،،،
الدكتور / إبراهيم جار الله آل دُخنة الشُريفي